بسم الله الرحمن الرحيم


اولا احب ان ابارك لنفسي ولكم عودة المنتدى من جديد راجيا من الله العلي القدير ان يجعلة الله منبرا للخير والصلاح .

اما عن موضوعي اليوم فهو مقال تاريخي قيم يبحث في تاريخ عشيرة كان وما زال دورها من اهم الادوار في رسم معالم تاريخ المنطقة في الماضي والحاضر وانشاء الله في المستقبل وهي عشيرة العتوب الكريمة وهذا البحث منشور في موقع شبكة الطواش من مدة ليست بالبعيدة وهو كالتالي :

تداخل الأسباب و النتائج التي صاغت تاريخ الخليج العربي توجب علينا إعادة النظر في الموروث التاريخي لثلاثة قرون ماضية

        تاريخ لعتوب نموذجا -    

ان العتوب والخليفات كانوا يسكنون بندر الديلم على ساحل فارس سنة 1691 م

مما لا شك به بان الاحداث التاريخة التي صاغت تاريخ الخليج العربي، الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية، لم تكن وليدة الصدفه كما انها لم يكتب لها تحديد مصيرها بمعزل عن ثاثير دول العالم الكبرى تركيا و بريطانيا و هولندا و ايران ... ، و انما كانت احداث الخليج نتيجة حتميه لتصفية حسابات سياسية، تنساب بشكل هرمي من اعلى الى اسفل، وهي عادة ما تبداء باهداف دولة كبرى و تنتهي على شكل صراع أو ثأر عشائري، يجب ان نعي بانه يجب اعادة النظر بشكل اكثر منهجية في كل ما كتب من تاريخ، و ذلك بربط نتائج الاحداث بالاسباب الحقيقية لها، و اختيارنا لتاريخ قبيلة العتوب كانموذجا لاتمام هذه الدراسة كان بسبب توفر المصادر التاريخية بمختلف انواعها، وسهولة الحصول عليها، ونحن نرجوا من خلال اثبات وجود هذا التداخل و التعقيد التاريخي الكبير ايضاح اهمية اعادة دراسة مختلف الاحداث التاريخية بتاني اكبر و شموليه أعمق، مع الابتعاد عن النظره السطحية التي امتاز بها المورث التاريخي لكتابة القرون الثلاثة المنصرمة.


العتوب انموذجا:

العتوب أو بني عتبه حلف قبلي متباين النسب و تنتمي لهذا الحلف عدة اسر و عشائر عربية من اشهرها آل خليفة و آل صباح و آل بن علي و آل جلاهمة و آل فاضل و آل رومي و آل غانم وال راشد

العلي و يروى الكثير عن اساطير هجرتهم الاولى من بطن نجد في جزيرة العرب الى سواحل الخليج، و كان الاختلاف في اصل منشائهم واضحا مع مطلع القرن العشرين الميلادي وخصوصا في كتاب تاريخ الكويت للمؤرخ عبد العزيز الرشيد الذي ذكر بان عتوب الكويت مختلفين في اصل منشائهم فمنهم من يرى أن هجرتهم كانت اصلا من نجران جنوب الجزيرة العربية و منهم من يرى بانهم مهاجرين من خيبر غرب جزيرة العرب، ولكنه و كما يعتقد – هو- بان شيخ ادباء البحرين الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة حسم هذا النزاع قرابة عام 1345هـ، حول اصل منشاء العتوب و ذكر انهم هاجروا من الافلاج (الهدار) وسط الجزيرة العربية، و على كل حال فان فرع البنعلي احد اهم واقدم هذه الفروع لا يزالون يسردون القصة بشكل مختلف تماما ويمكن الرجوع لهذه التفاصيل في مخطوطة راشد بن فاضل البنعلي (مجموع الفضائل)، في حين يجمع كافة المؤرخين المعاصرين على صحة رواية الشيخ ابراهيم بن محمد ال خليفة و القائله بان العتوب هاجروا اصلا من الهدار بالقرب من الافلاج في بطن الجزيرة العربية.

في حين ان المعلومات والوثائق المتوفرة لدينا نحن ابناء هذا الجيل عن عرب العتوب، تصفهم بانهم عرب ليسو من البدو على الإطلاق بل هم ينحدرون من مجموعة عشائر بحرية تعتمد في معيشتها على ثلاث ركائز أساسية الغوص على اللؤلؤ و النقل البحري و صيد الأسماك، و كانت هذه العشائر (العتوب) تسكن في بندر (الديلم) على الساحل الفارسي في الفترة السابقة للعام 1100هـ، 1678 م  وتقع بلدة الديلم هذه في منتصف الطريق بين أبو شهر و عبادان ويروى بان هذا الميناء ينسب إلى احد شيوخ قبيلة تميم في الجاهلية ديلم بن ضبة التميمي ، ويدعم هذه الفرضيه قصيده اورها الربان الشهير احمد بن ماجد في شعره الملاحي عام 913هـ  م1491، حيث يقول و اصف الطريق البحري من البصره إلى أبو شهر بمحاذات الساحل الفارسي:

 


واجر من خرج إلى بو شهر ----  زامين في الإكليل اعزم وجر
 
هناك جنــــابه كـــن عـليم --------  وبعدهــا شــط (بني تميم)[1]
 
ثم أبو شهر تــــرى والأخوار ---  إن شيت تدخل اسمع الأشوار
 


و يسكن بندر الديلم عرب بني عتبة و عرب  لخليفات، هذا اذا ما استندنا على الوثيقة العثمانية المؤرخة عام 1113هـ والتي اوردها الدكتور فائق طهبوب ([2]) في كتابه (تاريخ البحرين السياسي)، وعرضها بشكل غير منظم وغير مفهوم على الاطلاق ([3])، و ذكر ان الوثيقة تشير الى وجود العتوب في بلدة فريحة و في الهامش يذكرهو - ان اصل الوثيقة تذكر بلدة الديلم و ترجمتها بلدة فريحة، و هذا ما لا يفهم، كما ان الشيخه مي محمد ال خليفة اشارت الى هذه الوثيقة ايضا في كتابها (محمد بن خليفة الاسطورة والتاريخ الموازي)، و علقت عليها و ذكرت بانها غير مهمه و تحتوي على مغالطات تاريخية، و اخيرا جاء الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ( حاكم الشارقة) و أورد ترجمة أكثر وضوحا في كتابه (بيان الكويت) و الذي اوضح فيها، ان العتوب و الخليفيات كانوا يسكنون بندر الديلم قبل العام 1113هـ. 1691م
و ياتي هنا دورنا كمؤرخين في تقييم صحة هذه الوثيقة، و يتم ذلك عادة بمقارنة ما جاء بهذه الوثيقة بوثيقة اخرى قد تذكر او تشير الى هذه المعلومات، وهذا ما دفعني الى اعادة البحث في تاريخ بندر الديلم الذي لم اكن اعيره اي اهتمام قبل اطلاعي على الوثيقة التي ترجمها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وكانت نتيجة البحث، العثور على وثيقة (لاهاي داغ) الهولندية ([4]) المؤرخة قرابة عام 1250 هـ و التي تذكر وجود الخليفات في بندر الديلم في ذلك العام، وهذا يعتبر مدعما للوثيقة العثمانية التي ذكرت العتوب و الخليفات في بندر الديلم، ثم لفت انتباهي احد الاخوه ([5])، الى اشارة اخرى ذكرها المؤرخ الشيعي "مهدي التاجر" عن موضوع حرب الهوله مع العتوب في هذا العام 1112هـ، نقلا عن مخطوطة لؤلؤة البحرين للشيخ البلادي البحراني، و من خلال هذه الدلائل المشار اليها سابقا، نتحقق من صحة الوثيقة العثمانية و التي ستغير و بلا شك زاوية دراسة تاريخ عرب العتوب 180 درجه.
على كل حال، كان العتوب والخليفات كباقي عرب الخليج على علاقة بجزيرة البحرين نظراً لوجود مغاصات اللؤلؤ القريبة و مزارع النخيل التي تمثل احد أهم البضائع التي يتم نقلها من البحرين والاحساء والبصرة، و لا نعلم متى سكن العتوب بندر الديلم و لكن الوثائق تثبت بداية ظهورهم من هذا الموضع([6])، و في هذا الصدد يذكر الهولنديون ان العتوب لم يكنوا في تلك الحقبة الزمنيه بمهارة الهولة في الملاحة و اجادة الحروب البحرية و هذا ما جعل شيوخ عرب الهوله يتفقون ضدهم و يتقاسمون مغاصات اللؤلؤ القريبة من البحرين و يعتبرونها من املاكهم الخاصة، وهذا ما دفع الهوله الى مهاجمة العتوب ([7]) و أبعادهم عن مغاصات اللؤلؤ عام 1112هـ  1690م، و كردة فعل لمهاجمة قبائل الهولة الساكنين بالقرب من بندر كنج عند مدخل الخليج للعتوب ثار عرب (العتوب و الخليفات) و هاجموا جزيرة البحرين و أحرقوا بعض مزارع النخيل، و كانت البحرين في تلك الفترة تتبع حكم الشاه حسين بن الشاه سليمان الصفوي ([8]) وهو الذي حكم في الفترة من (1105هـ - 1133هـ  1711 م)، و نجد في وثيقة أخرى ما يثبت اعتداء عرب العتوب و الخليفات على جزيرة البحرين في مخطوط لؤلؤة البحرين تاليف الشيخ البلادي البحراني، والذي اشار الى تعرض البحرين الى هجوم من قبل العتوب و استنجاد اهالي البحرين بعرب الهوله على الساحل الايراني.
و نتيجة لهذا الاعتداء واستنجاد سكان البحرين بعرب الهوله، و تمكن الهوله من السيطره على الوضع في جزيرة البحرين، اعترف شاه إيران بعرب الهوله (آل حرم) شيوخ لجزيرة البحرين تابعين للحكم الصفوي، في حين ان الشاه أمر حاكم إقليم فارس أو من ينوب عنه بإرسال قوة برية تخرج من شيراز وتهاجم بندر الديلم لتأديب العتوب و الخليفات و كنتيجة حتميه لتحرك هذه القوات هاجر العتوب و الخليفات الى ميناء ام قصر وهذا ما قصد به العتوب كما هو مدونا في وثيقة عام 1113هـ ([9])، بانهم تركوا ارض العجم "الديلم" الى الاراضي التركية و وصلوا بندر ام قصر القريب من البصرة و طلبوا حماية الدولة العثمانية و لكن طلب العتوب قوبل بالرفض خوفا من ردة فعل الإيرانيين المتمثلة باشتباكات بحرية او برية مع رعايا العثمانيين و القبائل الموالية للحكم الصفوي ممثلة بقبيلة بني كعب في المحمرة و الهولة في حوض الخليج العربي، والذي يعني بالتالي تضرر تجارة تركيا المرتبطه بالهند (ممثلة في شركة الهند الشرقية التي كانت صديقة لتركيا).
و نتج عن هذا الرفض هجرة العتوب و الخليفيات من أم قصر إلى بلدة القرين على الساحل العربي و سكنوا بالقرب من كوت أو (قصر) حاكم الاحساء ابن عريعر الخالدي، وضل العتوب في سكون وعزله عن الاحداث السياسية حتى عام 1134هـ، حيث أن الأوضاع السياسية في منطقة الخليج بدأت في التغير ومما لا شك به ان تغير الاحداث السياسية عالميا توثر في نهاية المطاف على وضع عرب الخليج، الذين كانت تربطهم مواثيق مع تركيا او ايران كل حسب موقعه الجغرفي في حوض الخليج العربي، و في هذه الفترة تولى عرش ايران الشاه طهماسب الثاني والذي كان حكمه بداية اعلان ضعف و سقوط الدولة الصفوية، إذ أن القوات الأفغانية اجتاحت إيران عام 1136هـ واحتلت اصفهان ([10]) و امتد النفوذ الأفغاني حتى و صل إلى جزيرة البحرين و تم تنحيه شيوخ ال حرم (الهوله) عمال الشاه طهماسب الصفوي و تم تنصيب الشيخ جبارة النصوري (الهولي) حاكما على جزيرة البحرين و ذلك نتيجة الوساطه التي قام بها الشيخ جباره النصورين بين الأفغان و حكام هرمز، و في هذه الفترة استغل السلطان العثماني سليمان خان ضعف الحكم الصفوي و احتل مدينة تبريز ([11]).
وفي عام 1144 هـ قام القائد نادر خان بعزل الشاه طهماسب و عين الطفل عباس الثالث الصفوي شاه على إيران وأعلن الحرب ضد الأفغان و العثمانيين و طردهم من إيران واعد أسطولا بحريا أرسله إلى جزيرة البحرين وتم بالفعل عزل الشيخ جبارة النصوري (الهولي) و عين على البحرين حاكم من ابناء العجم وذلك سنة 1148هـ

 

([12])، وبعد مقتل نادر شاه المفاجئ استولى عرب آل حرم على البحرين مرة أخرى، وفي هذه الأثناء تقسمت إيران إلى عدة أقاليم وكان اقوى هؤلاء الولاة كريم خان زند حاكم شيراز، الذي أصدر أوامره إلى عاملة حاكم بندر أبو شهر باسترداد البحرين من العرب المتمردين (آل حرم) فهم باسترجاع البحرين عام 1151هـ و طرد الهوله والعمانيون، فحاصر الشيخ ناصر آل مذكور البحرين مدة الشهر ثم خرج له عرب ال حرم من قلعة الديوان ([13]) و انهزم ال مذكور ثم استنجد بعرب الكويت العتوب وذلك بعد أن قدم لهم عروض مغريه جدا منها، أعفائهم من ضرائب الغوص في مغاصات البحرين و بالفعل هاجم بتلك الجموع البحرين و استولوا عليها.وفي هذا الفترة و خصوصا مع تحالف العتوب مع كريم خان زند قوية شوكتهم أكثر و عظمت تجارتهم في الخليج و تراجعت قوة الهولة وتم كبح جماحهم، و نرجح – نحن – ان العتوب ومن خلال تحالفهم مع كريم خان زند و خدماتهم له في انتزاع البحرين كانت من الاسباب الرئيسية التي اوجدت للعتوب موضع قدم في سواحل قطر المواجهة لجزيرة البحرين، وبالتالي تاسيس بلدة فريحه أولا ثم الزبارة عام 1188هـ و هذا يعطي دلالة بان فرع البنعلي (العتوب) هم الذين ناصروا كريم خان زند نظرا الى كونهم هم المؤسسين لبلدة فريحة([14]).
و استطاع كريم خان زند احتلال البصرة عام 1187هـ - 1773م ([15])، و يذكر لوريمر و يوافقه في ذلك مايلز ان كريم خان الزندي كان منزعجا من النجاح التجاري الذي أحرزته البصرة بعد انتقال شركة الهند إليها من بندر عباس، و يذكر عثمان بن سند ان احتلال كريم خان للبصرة لم يكن بسبب ضعف الدولة العثمانية و انما بسبب فساد والي بغداد محمد عجم الذي اخفى الامر عن السلطان خوفا في انكشاف فساده وتسلطه على خيرات بغداد، و نتج عن احتلال الايرانيين للبصرة انتقال شركة الهند الشرقية الإنجليزية من البصرة الى ابو شهر، في حين انه و بعد مقتل كريم خان زند قرابة عام 1193هـ ([16])، وبعد وصول خبر مقتل كريم خان زند إلى الجنود العجم في البصرة انسحب صادق خان (اخو كريم خان) و جنوده من البصرة دون قتال و استرد الأتراك العثمانيين البصرة.
ونتيجة لتدهور الأوضاع بالبصرة هاجر الشيخ رزق إلى الكويت من البصرة قرابة عام 1188هـ، و يذكر انه وعندما سكنها كان زعيم العتوب عبد الله بن صباح العتبي و كانت العتوب في تلك الفترة ضعفاء الجانب على حد قول (عثمان ابن سند) و لكن و بعد ان اسند خاصة الناس و عامتهم الامر الى الشيخ رزق اصبحوا في منعه من امرهم – وانا - اعتقد بان هذا الكلام يدل على تحرك عثماني ربما خوفا من الايرانيين او لاسباب اخره لا نعلمها، و لكن الذي بين ايدينا هي وثيقة انجليزية (سريه) تحدثت عن احمد ابن رزق و ذكرت بانه من الرعويه التركيه وانه هو الذي قام ببناء القلاع في الفاو وام قصر([17])، و نحن نعتقد بان والده هو الذي قام ببناء قلعة الزبارة كما وصف ذلك (محمد شريف الشيباني- مؤرخ قطر)، ومن نتائج احتلال الايرانيين للبصرة ايضا هجرة العديد من تجار البصرة الى الكويت، فهل تكون فعلا هجرة الشيخ رزق الى الكويت هي نقطة انطلاق بدء الدعم العثماني للعتوب؟ وهل تم فعلا التخطيط الى تاسيس الزبارة لمنافسة البحرين في حالة استمرار الحكم العجمي (الزندي) لها أو للهجوم على البحرين واحتلالها؟ وهذا ما حدث فعلا حيث ان النتائج وان جهلنا بعض أسبابها، ولكن في المقابل كان هناك تحرك من قبل الشيخ رزق و خليفة بن محمد العتبي ([18]) إلى الاحساء وتم الاتصال باهلها و نتج عن ذلك نقل جموع من القبائل المقاتلين بواسطة سفن العتوب إلى البحرين (فتح البحرين) من الزبارة و الكويت و في عام 1196هـ.
وفي ذلك يقول احد شعراء العتوب:

مالت دواسـرنا علينا وخالفوا  --   وجانا صف الظفير من اقصى البعايد



و مما لا شك فيه، بانه و نظرا لأهمية البحرين وقربها من الاحساء و مقتل كريم خان زند وما تبع ذلك من حرب اهليه في ايران، و ضعف دولة بني خالد نتيجة اختلاف أمرائهم على حكم الاحساء و تعرضهم لهجمات شيخ نجد عبد العزيز بن سعود، ونظرا لعملية الكر و الفر بين العثمانيين و الإيرانيين وتربص كلاهما بالآخر، كل هذه الاسباب مجتمعه أدة الى تفكير العثمانيين في استغلال سفن العتوب في نقل المقاتلين البدو (الظفير) بحرا من الكويت و ساحل (الاحساء) إلى (جزيرة البحرين وطرد الإيرانيين منها (
الخلاصة و أهم النتائج:

. 1-العتوب حلف قبلي بحري  ليس له علاقه بالبداوه ويعمل افراده في النقل البحري وصيد السمك واللولو

2 تقاتل العتوب مع الهولة في مغاصات اللؤلؤ القريبة من جزيرة البحرين و ادى ذلك الى هجوم العتوب على البحرين و انتهى الامر الى استيلاء عرب الهولة على البحرين عام 1113هـ.
3. ارسل الشاه حسين الصفوي جيش لتاديب العتوب نظرا لاعتدائهم على جزيرة البحرين، ونتيجة لذلك وصل العتوب الى الكويت مرورا بميناء ام قصر، وتخلف عدد من الخليفات في بلدة الديلم

4. اعتلى الشاه طهماسب الصفوي عرش ايران عام 1133هـ، و في بداية حكمه تعرضة ايران الى غزو الافغان و العثمانيين الذين احتلوا تبريز واصفهان، و استطاع الافغان بسط نفوذهم على جزيرة البحرين وذلك بتعيين الشيخ جبارة الهولي حاكما من قبلهم قرابة عام 1136هـ،1714 م مكافئة له على جهود الوساطة التي قام بها في جزيرة هرمز.
5. قام القائد نادر شاه الافشاري بعزل الشاه طهماسب الثاني وعين بدل منه الصبي عباس الثالث، اعلن الحرب على الافغان و العثمانيين و استطاع ارسال سفن الى البحرين و عزل الشيخ جبارة الهولي.
6. بعد مقتل نادر شاه استولى عرب آل حرم على البحرين مرة أخرى، وفي هذه الأثناء تقسمت إيران إلى عدة أقاليم وكان اقوى هؤلاء الولاة كريم خان زند حاكم شيراز.
7. أصدر كريم خان زند حاكم شيراز أوامره إلى عاملة حاكم بندر أبو شهر باسترداد البحرين من العرب المتمردين (آل حرم) فأمر قائده كلب علي خان و ال مذكور و العتوب باسترجاع البحرين عام 1151هـ و طرد الهوله والعمانيون.
8. نتج عن تحالف العتوب مع كريم خان زند و خدماتهم له في انتزاع البحرين من عرب الهوله، واتسعت بذلك تجارة العتوب و أسسوا بلدة فريحه قرابة عام1151 هـ  1729 م و الزبارة عام 1188هـ   1766 م في قطر.
9. احتلال كريم خان زند البصرة عام 1187هـ - 1773م، وكان ذلك نتيجة انزعاجه من النجاح التجاري الذي أحرزته البصرة بعد انتقال شركة الهند الشرقيه إليها من بندر عباس.

 . بعد مقتل كريم خان زند قرابة عام 1193هـ،  1771 م انسحب صادق خان (اخو كريم خان) و جنوده من البصرة و استرد الأتراك العثمانيين البصرة دون قتال.
11. بلا شك أن مقتل كريم خان زند و اشتعال الحرب الاهليه في ايران اضعفت آل مذكور في البحرين كثيرا مما دفع بالعتوب الى الاستيلاء على الجزيرة، بمباركة الاتراك في البصرة.

بقلم :

جلال خالد قاسم الهارون الانصاري

الهوامش :

[1] . خوري، ابراهيم، احمد بن ماجد، شعره الملاحي الجزء الثالث، ص181.

[2]
. طهبوب، فائق حمدي، تاريخ البحرين السياسي، ذات السلاسل- الكويت، ص313.



[3]
.خوري، ابراهيم، سلطنة هرمز العربية، مركز الدراسات و الوثائق- رأس الخيمه، الطبعة الاولى 2000م المجلد الثاني ص225.

[4]
. التاجر،مهدي عقد الالى في تاريخ اوال .

[5]
. القاسمي، سلطان بن محمد، بيان الكويت.

[6]
. هذه المعركه التي وقعت بالقرب من مغاصات البحرين بين الهوله و العتوب عام 1112هـ، هي نفس المعركة التي ذكرها مؤرخ البحرين النبهاني في كتاب التحفه النبهانيه و نسبها عن طريق الخطاء بأنها معركة وقعت بالقرب من راس تنوره بين العتوب و آل مسلم حكام قطر في تلك الفترة.

[7]
. شجرة حكام الاسرة الصفويه.

[8]
. القاسمي، سلطان بن محمد، بيان الكويت.

[9]
. ج. سلوت، عرب الخليج.

[10]
. المحامي؛ محمد فريد بك، تاريخ الدولة العليه العثمانية.

[11]
. عقد الالى في تاريخ اوال، مهدي التاجر.

12]
. وثيقة (لاهاي داغ)، هولندا.

[13]
. مجموع الفضائل، راشد بن فاضل البنعلي.

[14]
. فارس، علي احمد، شركة الهند الشرقية البريطانيه ودورها في الخليج العربي، الطبعة الاولى، ص136.

[15]
. ابن سند، عثمان، اخبار الولي داود.

[16]
. القاسمي، سلطان، بيان الكويت، ص 404، وثيقة رقم / 347/ خطاب سري من الميجور نوكس إلى الميجور كوكس.

[17]
. ابن سند. سبائك السجد.

[18]
. البنعلي، راشد بن فاضل، مجموع الفضائل. 

 

 

 

 

 

 

 

هذه احدى الترجمات للوثيقة العثمانية نوردها للمزيد من التوضيح والفائدة .
ترجمة وثيقة الأرشيف العثماني برئاسة الوزراء التركيه
صحيفة رقم 713، حكم رقم 2518 – سنة 1113هـ
دفتر المهمات رقم : 111

من : والي البصرة علي باشا
الى : السلطان العثماني

بخصوص ذلك أحيطكم علما، يوجد على شواطئ العجم محل أسمه البحرين، يقوم العجم في هذا المكان بالتعرض لأهله بأنواع الضغوطات والمعامله السيئة، ويهتم العجم بهذا المكان أهتماما كبيراً.
هناك أيضاً عشيرتان تتبعان لادارة العجم وهما عشيرة العتوب (1 ) وعشيرة الخليفات (2 ) من أهل المذهب الشافعي والحنبلي (3 )، ويسكنون في مكان قريب من بندر ديلم ( 4)، ويوجد أيضا بندر اسمه كونك ( 5)، فيه سبع أو ثماني عشائر يطلق عليهم أسم حوله ( 6)، كلهم عرب من أتباع المذهب الشافعي.
أوقع البعض فتنه بين البحرين وبين هذه العشائر الثلاث ( 7) حصلت بسببها عدوة بينهم ووقعت صدامات في عرض البحر وقتل منهم ثلاث أشخاص غدرا الأمر الذي جعل التجارة والمهاجرين يتخوفون من القدوم الى البصرة.
أغلب السفن التي تتنقل بين هذه الموانئ في تلك المنطقه هي سفن هذه العشائر الثلاث. وبسبب العداوة يقومون باطلاق النار على بعضهم البعض اذا تلاقوا في عرض البحر.
وفي أحد الأيام قامت عشيرة حوله بمهاجمت عشيرة العتوب التي هي حليفة عشيرة الخليفات في البحرين (8 ). وعلى حين غرة قتلت 400 من رجالها واستولت على جميع أموالها. وهرب الناجون من العتوب الى حلفائهم من الخليفات في بندر الديلم  . ثم اتفق الاثنان العتوب والخليفات على أن ما حدث كان بسبب فتنة العجم الموجودون في البحرين وقالا: لم يبق لنا أمان في البقاء في بلاد العجم بعد الذي حصل، فلنذهب الى مدينة البصرة التابعة للدولة العلية و بالفعل جاؤوا ودخلوا أراضي البصرة وعددهم ما يقارب 2000 رجل وهم الآن موجودون فيها. وقد جاء الي أنا مأموركم في البصرة، بعض وجهائهم والتمسوا لأنفسهم طلب البقاء قائلين: أننا من أهل السنة و الجماعة تركنا بلاد الرافضيين، بلاد القزل باش(9)، ولجأنا الى سلطان المسلمين للعيش في أراضيه وأنتم أعلم بما يصلح حالنا.

لم يخصص بعد لهم مكان معين للاستيطان والأفضل أن يبقوا هكذا للنظر ان كانوا سيبقون في البصرة بشكل دائم عندها يخصص لهم مكان للاقامه. يملك هؤلاء ما يقارب 150 سفينه في كل سفينه اثنين أو ثلاثة مدافع وعلى متن كل سفينه بين الثلاثين الى اربعين مسلح بالبنادق ( 10). عملهم هو النقل التجار والبضائع بين الموانئ في المنطقه. ومن أجل المصلحه واستمرار عملهم أرسلنا رجالنا الى عشيرة حوله للتوسط في الصلح بينهم وبين العتوب و الخليفات لأن بقاء الحرب بينهم سوف يضر بالتجار الذاهبين والقادمين الى البصرة فيما لو استوطنوا لدينا. وفي حال قدوم عشيرة المذكورة و بتحقيق الصلح فان البحر و السواحل سوف يامن من شرهم. وبعد عقد الصلح سوف يتبين ان كانت العتوب والخليفات سوف تستوطنان البصرة أم لا ولكن هذا غير معلوم الآن ( 11).

ترجمة:
الاستاذ الدكتور/ زكريا كورشون/ اسطنبول – تركيا ( 12)

********************
الهوامش:

-1) العتوب او بني عتبه، قبيلة عربية كبيرة تنتشر حاليا في كل من مملكة البحرين و دولة قطر و الكويت و المملكة العربية السعودية، ومن اشهر فروع هذه القبيلة آل خليفة حكام البحرين و آل صباح حكام الكويت  

و عشيرتي آل بن علي و آل جلاهمة.
 
-2) الخليفات، وفردها خليفي عشيرة عربية ينتشر افرادها في كل من قطر والبحرين والكويت.
-3)  هذه الوثيقة تذكر بان عرب العتوب و الخليفيات يتبعون المذهب الشافعي   وهذا خلاف مذهبهم الحالي

اذ انهم حاليا من اتباع المذهب المالكي و ربما حدث هذا التحول تأسيا بمذهب حكام الاحساء في تلك الفترة

 قبيلة بني خالد.
 
-4) بندر الديلم، ميناء فارسي يقع على الساحل الايراني في الجانب المقابل تماً لدولة الكويت حاليا.
 
-5) بندر كونك او كنج، ميناء يقع بالقرب من جزيرة قشم عند مدخل الخليج العربي، وهو يقع في الساحل الفارسي قبالة امارة راس الخيمة الامارتيه، وسكان هذا الميناء هم عرب المرازيق و القواسم.
 
-6) حوله او هوله، ومفردها هولي، مجموعة من عرب الساحل الايراني ينتمون الى القبائل العربية التالية، القواسم و ال حرم و العبيدلي وبني حماد و بني تميم و بني مالك و ال مرازيق و ال علي و بني بشر.
 
-7) تشير الوثيقة الى حدوث فتنة بين البحرين (العجم) و بين العشائر الثلاث (العتوب والخليفات و الهوله وتتحدث الوثيقة عن قتل ثلاثة اشخاص غدرا لا نعلم تفاصيل تلك الاحداث.
-8)  توضح الوثقة حدوث اشتباك مسلح بين الهوله من جهة و العتوب و الخليفات من جهه اخرى بالقرب من جزيرة البحرين.
-9)  القزل باش وحدات خاصة من الجيش الصفوي ترتدي العمائم الحمراء .
 
-10) نستنتج بان عدد المسلحين = 150 سفينه X على كل سفينة 40 مسلح = 6000 رجل مسلح.
 
-11) تفيد المصادر التاريخية بانه لم يسمح للعتوب بالاستقرار في البصرة وانما تم اجلائهم عنها الى بلدة القرين (الكويت حاليا).
 
-12) نشرة هذه الوثيقة في عدد من كتب التاريخ منها على سبيل المثال: (1) بيان الكويت، تاليف د. سلطان بن محمد القاسمي – حاكم امارة الشارقة. (2) تاريخ البحرين السياسي، تاليف د. حمدي فائق طهبوب. (3) رحلة عبر الجزيرة العربية، تحقيق سعود غانم العجمي.